كان يوجد طفل صغير اسمه "علي"، كان يعيش في عصر فرعون الظالم، ولما جاء العيد على "علي" لم يعرف معنى فرحة العيد، وكان دائما (حزين وحيد) لأنه يشعر بظلم فرعون الجبار على الناس الضعفاء الطيبين، وكان يجد أن فرعون يزداد (ظلم وفساد)، والناس (يتركوه) لم يفعلوا شيئا، و(يقولوا) إنهم لو واجهوا فرعون فسوف يقتلهم، لذلك فضلوا عيشة الذل والهوان.
وكان (دائما يتمنى "علي") أن يكبر بسرعة، من أجل الانتقام من فرعون الجبار.
وفي أول يوم العيد ذهب "علي" إلى رجل صالح في المدينة يحبه كثيرا، وعندما ذهب "علي" لم يجد الرجل وقالت له أم الرجل إنه مات فبكى "علي"، وعندما استفسر عن السبب قالت له أمه إنه وقف جانب رجل ضعيف وطالب بحقه، أمام فرعون فأمر فرعون بقتله.. فحزن "علي" (حزن شديد) جدا وجلس يبكي على الرجل.
وهو في الطريق استغرب "علي" لأن أم الرجل لم تحزن عليه ولا تبكي عليه، وأثناء سيره في الطريق وهو يفكر، وجد (رجل) يجهز (خروف) ليذبحه في أول أيام العيد، ووجد أمام الخروف ("حمار") ينظر إلى الخروف بشدة، فقال الخروف للحمار: لماذا تنظر لي هكذا؟
أنا أموت (خروف) ولا أعيش (حمار).......؟؟؟
وهنا عرف "علي" إجابة سؤاله، وهو: لماذا لا تبكي هذه الأم على ابنها؟
________________________________________
النقد والتعليق:
للناقدة عزة سلطان
"أموت خروفاً ولا أعيش حمارا" عبارة أقرب إلى النوادر والحكايات التي نجدها في قصص الأطفال، والكتابة للأطفال هي من أصعب صنوف الكتابة حيث تستوجب حساسية شديدة، وحرصا بالغا من الكاتب؛ وذلك لأنه يشكل وجدان وعقول مستقبل أمة، وقد يحدث أن يكتب المؤلفون الكبار قصصاً للأطفال بعد أن يذيع صيتهم، إلا أن كثيرين منهم يحجمون عن التجربة لما فيها من مساءلة تاريخية وضميرية، وعلى الرغم من ذلك فإنك تمتلك هذا الحدس النادر وهو كيف تكتب قصصاً للأطفال، جاءت قصتك بسيطة مباشرة معتمدة على الطرفة ومشوقة، لذا فأنت تمتلك الأدوات.
أما عن محتوى القصة، وهو من الخطورة خاصة إذا تعاملنا معها على أنها قصة للأطفال، ولا تقل خطورة النص إذا تعاملنا معه على أنه قصة للكبار.
والسؤال الأول الذي أطرحه: ماذا تريد أن تقول من خلال القصة؟ وماذا يمثل الخروف من وجهة نظرك؟ إذا تعاملت مع الخروف من الناحية الدينية فهو قربان وفدية، والرجل الذي أشرت إليه في القصة لم يمت قرباناً أو فدية، وإنما لأنه يناصر الحق ويدافع عنه، وهو الأمر الذي يحتاج لتفكير.
السؤال الهام الثاني: أي فرعون تقصد ؟ مع توضيح أن الفرعون هو صفة لحاكم مصر وليس اسم أحد، في هذا الصدد أوضح لك أن في زمن أو أزمنة الفراعنة، لم يكن هناك عرب في مصر، وبالتالي اسم "علي" غير متجانس مع فكرة وجود فرعون.. الأمر ذو الأهمية.
أيضاً الإسلام لم يظهر إلا بعد انقضاء عهد الفراعنة بقرون عديدة، وهو ما أوقع القصة في مغالطات كثيرة، حتى في نطاق التعامل بوصفها تخيلية، وهذا يشتت القارئ، ويصرف عنه مواطن الجودة والجمال في القصة، لذا عليك أن تراعي الاتساق والموضوعية في فكرة القصة، فليس مهماً أن تكون خيالية أو حقيقية لكن المهم مدى اتساقها وهو ما افتقدته القصة.
لذا فاقتراحي لك أن تعيد قراءة القصة وتحاول صياغتها بشكل مختلف أكثر موضوعية واتساقاً.